المعرض الدولي للنشر والكتاب- البرنامج الثقافي
تقديم
وفاء لعمقه الحضاري والثقافي، وقيمه المتأصلة في الانفتاح والتعايش يواصل المغرب نهج سياسة ثقافية دامجة ومنفتحة تساهم في جعله فاعلا أساسيا في محيطه الجهوي والدولي. ويعد المعرض الدولي للنشر والكتاب فضاء متعدد الأبعاد، راكمت فيه بلادنا خبرات فكرية وثقافية ومهنية وتواصلية واعدة. وتأتي دورته 30 لترسيخ هويته كملتقى سنوي ثقافي متجذر في العمق الوطني والافريقي ومنفتح على كل العالم..
وانطلاقا من مكانته الرفيعة التي نالها بفضل التشريف المتواصل لدوراته بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في إطار الرؤية السديدة لجلالته الهادفة إلى جعل المغرب ملتقى ثقافيا عالميا لتثمين قيم الأصالة والانفتاح، فإن وزارة الشباب والثقافة والتواصل لا تدخر جهدا في جعل كل دورة من دوراته إضافة نوعية لطموح وطني يسعى لارساء دعائم مجتمع المعرفة. وفي هذا الإطار، فإن الكتاب والقراءة يتجاوزان وضعهما كقاطرة للثقافة والمعرفة، ليجسدا عنصرا مركزيا في منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية.
على غرار دوراته السابقة، إذا سيواصل المعرض الدولي للنشر والكتاب هذه السنة، احتفاءه بالفكر والثقافة من خلال عرض ومناقشة كل ما استجد في عالمي النشر والإبداع في لقاء تبادلي بين الكتاب والقراء.
وبحضور إمارة الشارقة كضيف شرف، يعزز المعرض طابعه النبيل في ترسيخ قيم الصداقة والتبادل الثقافي البناء والتزامه المتواصل بعولمة الكتاب والحوار الثقافي. ومن جانب آخر، ستضع الدورة 30 مغاربة العالم في الطليعة تنويها بإسهاماتهم الثقافية والأدبية في بلدان الإقامة مع تسليط الضوء على تعدد أصوات الكتابات المغربية وتنوع لغات وتأثيرات أدب مغربي معولم بامتياز.
إن مساهمة مغربيات ومغاربة العالم في الحقل الأدبي والثقافي، يكتسي أيضا أهمية بالغة في السعي الثابت نحو تحقيق النهضة المغربية المنشودة اعتمادا على الإمكان البشري سواء المقيم منه داخل حدود الوطن أو بباقي بلدان العالم. ذلك ما تحرص على بلوغه التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله المتضمنة في الخطاب الملكي السامي الموجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء الذي دعا فيه جلالته إلى “فتح المجال أمام الكفاءات والخبرات المغربية بالخارج، ومواكبة أصحاب المبادرات والمشاريع”. إن الكفاءات المغربية بالخارج هي منبع للإبداع والمقاولة الثقافية، لذلك يجدر بنا اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بربطها بالوطن الأم. وسيكون النشر والترجمة والتبادل الثقافي والصناعات الثقافية والإبداعية خير أرضية لتعزيز انخراط مغاربة العالم في الحركة الثقافية والتنموية الوطنية…
وإذ يعتبر المعرض الدولي للنشر والكتاب فضاء لعرض جديد الإصدارات، فهو أيضا مناسبة للتداول في التطورات الطارئة على مجال الكتاب والنشر، ولربط الصلات بين مختلف مكونات هذا القطاع الصاعد.
لقد أصبح المغرب منذ سنوات منصة نشر على المستوى الافريقي وستجعل هذه النهضة المتقاطعة مع الثقافة والاقتصاد والسياسات العمومية, ستجعل من الكتاب والنشر بالمغرب مثالا يحتذى به بالنسبة للصناعات الثقافية والابداعية الأخرى.
أملنا أن تكون هذه الدورة الجديدة من المعرض الدولي للنشر والكتاب، موعدا جديدا لتبادل ثقافي ومهني يفتح مزيدا من آفاق التعاون والاستثمار، ومحطة جديدة لتلاقح الأفكار الرامية إلى النهوض بمستقبل الكتاب.
دام ارتباطنا بالكتاب، ودورة جديدة مليئة بالمفاجآت السارة للجميع.
لتحميل البرنامج، انقر هنا
