ندوة دولية بسلا تسلط الضوء على ريادة المغرب في مجال الحكامة المناخية بإفريقيا

ندوة دولية بسلا تسلط الضوء على ريادة المغرب في مجال الحكامة المناخية بإفريقيا

أكد المشاركون في ندوة دولية نظمت، اليوم الخميس بالجامعة الدولية للرباط، تحت شعار “النزاع والماء.. المقاربة الوقائية المغاربية – الساحلية”، أن المغرب يكرس مكانته كرائد في مجال الحكامة المناخية بإفريقيا.

وأجمع المتدخلون في هذا اللقاء، الذي نظمه مركز الدراسات الدولية بشراكة مع معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، على أن المبادرات الملكية الرامية إلى تعزيز السيادة المائية ومواجهة التحديات المناخية مكنت المغرب من فرض نفسه كفاعل أساسي في مجال الحكامة المناخية.

وفي كلمة افتتاحية، أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية ومدير مركز الدراسات العالمية بالجامعة الدولية للرباط، فريد العسري، أن المشاريع التي أطلقها المغرب في مجال تدبير الموارد المائية تعكس الوعي بحجم التحديات المرتبطة بالتغير المناخي وندرة الموارد المائية.

واستعرض السيد العسري، في هذا السياق، الاستراتيجيات التي وضعها المغرب لتعزيز التدبير الأمثل للموارد المائية وضمان ولوج الجميع إلى الماء الصالح للشرب، مستشهدا، في هذا الصدد، بالبرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027.

كما أشار إلى أن المملكة تتوفر على بنى تحتية هامة، خاصة في مجالي تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة، فضلا عن السدود التي تبلغ سعتها التخزينية حوالي 6.745 مليون متر مكعب، و”الطرق السيارة للماء” التي تتيح نقل المياه بين الأحواض المائية، بهدف تعزيز العدالة والتضامن المجالي.

وأوضح أن هذه المشاريع تعكس دينامية ملكية مهيكلة وجوهرية ومتسارعة، في امتداد للمشاريع التي أطلقها جلالة المغفور له الحسن الثاني.

من جهته، أبرز عبد الحفيظ دباغ، مستشار رئيس الجامعة الدولية للرباط وأستاذ متخصص في التدبير المستدام للموارد المائية، أن هذه الندوة تتناول إشكالية محورية تتعلق بتأمين الولوج إلى المياه، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تشجع على التفكير الاستباقي حول سبل الوقاية من النزاعات المرتبطة بندرة هذه المادة الحيوية.

وأكد أن ضمان الأمن المائي يستند بالأساس إلى الحكامة الجيدة في مجال إدارة الموارد المائية، إضافة إلى إشراك المواطنين في الحفاظ على هذه المادة الحيوية، من خلال حملات تواصلية وتحسيسية لترشيد استخدامها.

كما قدم عرضا حول تأثير التغير المناخي على الموارد المائية بالمغرب، والمجهودات المبذولة للحد من آثاره السلبية، مبرزا التدابير المتخذة لجعل هذه الموارد رافعة استراتيجية لخلق القيمة الاقتصادية.

من جانبه، شدد مدير مركز الأبحاث التابع لمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، نيكولاي بلوتنيكوف، على الأهمية التي يكتسيها موضوع اللقاء، ليس بالنسبة للمغرب فحسب، بل للقارة الإفريقية برمتها، مشيرا إلى أن هذه الندوة تجسد التعاون الناجح بين مركز الأبحاث والجامعة الدولية للرباط.

وذكر بأن تنظيم هذا اللقاء يندرج في إطار مذكرة التفاهم الموقعة السنة الماضية بين المركز وكلية العلوم الاجتماعية بالجامعة الدولية للرباط، مضيفا أن العلماء الروس يضطلعون بدور أساسي في تعزيز علاقات التعاون بين روسيا والمغرب في مختلف المجالات.

وقدم المشاركون في هذه الندوة دراسات حالات سلطت الضوء على التحديات المرتبطة بالنزاعات والولوج إلى المياه التي تواجهها البلدان موضوع الدراسة.

وشهد برنامج الندوة، التي شارك فيها خبراء وأكاديميون مغاربة وأجانب من روسيا وإسبانيا وبوركينا فاسو والسنغال، نقاشات غنية وورشات تناولت مواضيع متنوعة، تتعلق بالأساس بتدهور التربة، وفرص وتحديات التغير المناخي بمنطقة الساحل، والنزاعات الناجمة عن ندرة الموارد المائية.

المصدر: MAP