انتشار صور الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل: بين الترفيه والمخاطر الخفية

انتشار صور الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل: بين الترفيه والمخاطر الخفية

في ظل التطور المستمر لتقنيات الذكاء الاصطناعي، انتشر مؤخراً بشكل واسع ترند الصور المولَّدة بالذكاء الاصطناعي على مواقع التواصل الاجتماعي. شارك الكثيرون هذه الصور على إنستغرام وتيك توك، مما ضاعف شهرة هذه الخاصية.

وتعتمد هذه التقنية على إدخال صور شخصية مع وصف نصي، للحصول على صورة واقعية فنية مصنوعة بخوارزميات متقدمة. جذب هذا الترند ملايين المستخدمين حول العالم لما يقدمه من تجربة جديدة وممتعة.

رغم الترفيه الذي يشعر به المستخدمون، هناك ثمن خفي لاستخدام هذه الخدمات. تطلب التطبيقات الإذن للوصول إلى مكتبة الصور أو كاميرا الهاتف. بل إن بعضها يحتفظ بالصور لاستخدامها في تدريب نماذجها الذكية.

هذا الأمر يطرح سؤالاً مهماً حول مدى أمان البيانات الشخصية.

يقول عزيز الفكاكي، رئيس جمعية شباب القرن 21: “الذكاء الاصطناعي أصبح له تأثير كبير على حياتنا. لم يعد يقتصر على تسهيل العمل اليومي للموظفين أو الطلبة، بل بات يتسلل إلى أدق تفاصيل حياتنا الشخصية”.

ويضيف: “الصور تؤثر نفسياً واجتماعياً دون أن نشعر، خاصة عند استخدام الذكاء الاصطناعي الذي ينشئ لنا تخيلات مثل ترند ‘كيف سيكون شكل طفلك المستقبلي’”.

يشير الفكاكي إلى أن المستخدم يبدأ في بناء مقارنات وتخيلات لا أساس لها من الصحة، قد تؤثر بطريقة غير مباشرة على مستخدميها.

“الصور التي ينتجها الذكاء الاصطناعي ترسخ تصورات حول ملامح الأبناء، مما قد يخلق ضغطاً نفسياً متزايداً”، ويحذر من أن هذا “يفتح الباب أمام مشاعر الخذلان والقلق، وقد يتطور إلى سلوكيات تنمر أو مقارنات اجتماعية مؤذية”.

يتطرق الفكاكي إلى المخاوف المتعلقة بالخصوصية، مشيراً إلى أن هذه التقنيات قد تؤدي إلى جمع بيانات شخصية قد لا نكون على دراية بها.

“الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي تمتلك القدرة على جمع المعلومات التي نشاركها طوعياً، مما يتيح لها قراءة سلوكياتنا واحتياجاتنا بشكل دقيق”.

يوضح أنه من خلال هذه الصور، يتم تشكيل صورة دقيقة عن الأفراد، مما يسهم في زيادة قوة هذه الشركات في التحكم بالمعلومات.

فيما يتعلق بالقيمة الاقتصادية، يؤكد الفكاكي أن “الصورة المولَّدة ليست مجرد صورة عابرة، بل مصدر للربح”. ويلفت إلى أن “الطاقة المستهلكة لتوليد تلك الصور مرتفعة للغاية، مما يجعلها مورداً ثميناً”.

في الختام، يلفت الفكاكي إلى الأبعاد الاجتماعية والنفسية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً تأثيرها الكبير على سلوكيات الأفراد والاقتصاد.

كما ينبه إلى التأثير البيئي، حيث أن استهلاك الطاقة المرتبط بهذه التقنيات يمكن أن يكون له تبعات سلبية على البيئة.

المصدر: فبراير كوم